الملخص

تحقق هذه الدراسة في العوامل الكامنة خلف المعدل المتدني لمشاركة النساء العربيات الفلسطينيات بسوق العمل بإسرائيل، مقارنة بالنساء اليهوديات، على الرغم من التحصيل التعليمي العالي عند هذه المجموعة. ركزنا في الدراسة على أربعة عوامل يمكن أن تفسر لنا هذا الوضع: 1- العوامل الاجتماعية الاقتصادية مثل العمر والدراسة، 2 – العوامل الثقافية مثل التدين عند المرأة-الفرد وأسرتها، 3- السياسات العامة مثل سياسات رعاية الأطفال، 4- التقاعد المبكر للنساء العربيات من سوق العمل. وقد وجدنا أن هذه العوامل الأربعة تؤثر على احتمالات مشاركة النساء العربيات الفلسطينيات بسوق العمل. وخلصنا في

الأخير إلى مناقشة الآثار المترتبة عن نتائج دراستنا على سياسات سوق العمل.

المقدمة

كان معدل المشاركة بسوق العمل (LFP) عند النساء الفلسطينيات بإسرائيل أقل مما هو عند النساء اليهوديات وعند الرجال الفلسطينيين، وذلك بشكل متواصل وذي مغزى. في العام 2016 كانت 3 من كل 4 نساء عربيات بإسرائيل خارج القوى العاملة، مقارنة بواحدة فقط من كل 4 نساء يهوديات2. حاولت دراسات حديثة تفسير استمرار هذا المعدل المنخفض في نسبة النشاط الاقتصادي عند النساء الفلسطينيات بإسرائيل بالتركيز على المؤثرات الثقافية مثل الدين، والمعايير الجندرية والبطريركية (,Sa’ar, 2017; Abu-Baker, 2016; Yonay Lewin-Epstein & Semyonov, 2019; Schnell &( وأيضًا حيز جغرافي منفصل ،)Yaish, & Kraus, 2015 2016 ,Shdema)، والسياسات الحكومية، والتمييز من قبل أرباب العمل على أساس الإثنية/الجنسية أو الدين (2017 ,Lewin-Epstein & Semyonov, 2019; Sa›ar, 2015; Yonay & Kraus). وفي حين أن هذه الدراسات تبين بوضوح أهمية هذا الموضوع فإن مساهمتها في تقديم أجوبة حاسمة لتفسير المعدل المنخفض لمشاركة النساء العربيات بسوق العمل بإسرائيل يبقى غير كاف ومتحيز إلى حد كبير وذلك لثلاثة أسباب. أوًالا أن معظم هذه الدراسات قدمت في البداية تفسيرات ترتكز إلى أدبيات راسخة وذات اعتبار (انظر على سبيل المثال: ,Herzog 1999 ,Khattab, 2002; Margalioth, 2003; Semyonov, Lewin-Epstein, & Brahm ;2004). ثانيًا أن معظم هذه الدراسات غير قادرة على أن تفحص إمبيريقيًا الادعاءات ذات الصلة بأثر الثقافة. ثالًاثا أن الهم الأول لهذه الدراسات هو شرح لماذا يكون الأكثر احتماًالا عند النساء الفلسطينيات عدم دخولهن سوق العمل، في حين كان ثمة اهتمام أقل لمعرفة سبب اتجاه النساء الفلسطينيات إلى ترك سوق العمل بنسب أعلى بكثير مما عند النساء
اليهوديات أو عند الرجال الفلسطينيين.

تسعى هذه الدراسة إلى تجاوز الأدبيات الموجودة من خلال التركيز على أربعة عوامل هي التي تحدد مشاركة النساء الفلسطينيات بسوق العمل. العامل الأول هو اجتماعي واقتصادي، مثل التحصيل التعليمي. العامل الثاني هو المعتقدات الثقافية والمواقف تجاه النساء العاملات خارج المنزل. فمن المرجح أكثر أن تواجه المرأة العربية المعايير والقيود التقليدية فيما يتعلق بمشاركتها بسوق العمل الرسمي، وخاصة في الأسر المتدينة. العامل الثالث هو بنية الأسرة وسياسات رعاية الأطفال: النساء اللواتي لديهن عدد كبير من الأطفال في المنزل وإمكانية أقل في الحصول على دعم رعاية الأطفال هن أقل احتمالية للمشاركة بسوق العمل. العامل الرابع هو التقاعد المبكر للمرأة العربية من سوق العمل مقارنة بالنساء اليهوديات ومن المرجح انه يؤدي إلى تفاقم التفاوت في معدلات المشاركة بسوق العمل عبر المجموعتين. بشكل عام، فإن المساهمة الرئيسية لهذه الورقة هي استخدام مصادر بيانات جديدة لتحديد العوامل المختلفة التي توضح الفجوة في المدخول بين النساء اليهوديات والعربيات في إسرائيل، وبالتالي تحسين فهمنا لكيفية تصميم السياسات لتعزيز مشاركة أكبر للقوى العاملة بين النساء
العربيات في إسرائيل.

لدراسة هذه العوامل، نستخدم مصدري بيانات رئيسيين. مجموعة البيانات الأولى هي مسح القوى العاملة الإسرائيلي (1995- 2016) والثانية هي المسح الاجتماعي (2002- 2016). تتمثل  القوى العاملة. نجد أن العوامل الاجتماعية الاقتصادية، والدينية/الثقافية، وكذلك العوامل المتعلقة بالسياسة العامة مهمة في تفسير الفجوة في المشاركة بسوق العمل بين المجموعتين. نجد أيضًا أن النساء الفلسطينيات أكثر عرضة للتقاعد مبكرًا من النساء اليهوديات. نجد أن محور الاختلافات في سن التقاعد بين النساء اليهوديات والعربيات، نساء عملن سابقًا في مهن عالية المهارة. نحاجج بأن العوامل التي تسهل دخول المرأة الفلسطينية إلى سوق العمل (عوامل الجذب) هي جانب واحد من اللغز، ولكننا نحتاج، لإكمال الجانب الثاني، إلى النظر في العوامل
التي تتسبب في اعتزال المرأة مبكرًا (عوامل الدفع).الخاصية الرئيسية للمسح الاجتماعي في أنه يتضمن معلومات تفصيلية عن العوامل الدينية والثقافية التي قد تؤثر على المشاركة في

لتصفح الورقة كاملة