الملخص
يستعرضُ هذا المقال حالة الفقر بين السكان العرب في إسرائيل بين عامي 2005 و 2018. ويشير المقال إلى التغيرات التي حدثت في المجتمع العربي خلال هذه الفترة، واقترابها في خصائصها لمجموعة السكان اليهود من حيث حجم الأسرة، وعدد العاملين في الأسرة ، ونسبة الأشخاص العاطلين عن العمل رغم كونهم في جيل العمل، والارتفاع في معدلات التعليم.
ومع ذلك ، يبقى مستوى الفقر عند العرب أعلى بثلاث مرات منه لدى السكان اليهود. أحد التفسيرات المحتملة لذلك هو اتّساع الفجوات داخل المجتمع العربي نفسه وفقًا، لبعض المؤشرات.
المقدمة
ظلت معدلات فقر العرب، في إسرائيل، عاليةً خلال هذه الفترة . في عام 2005، كانت حوالي 52٪ من العائلات العربيّة فقيرةً، وفي عام 2018 انخفض هذا المعدل إلى حوالي 45٪ . ومع ذلك يجب الإشارة الى انه، حتى عام 2015، كان هناك استقرار في مستوى الفقر بين العرب، وطرأ تحسنَ واضح في السنوات الثلاث الماضية فقط. على مر السنين، كانت هناك بعض التقلبات هنا وهناك، وقد يرجع بعضها إلى عوامل تتعلق بتبادل والاختلاف استطلاعات دائرة الإحصاء المركزيّة . على امتداد الفترة المدروسة، وصل عدد الأفراد العرب الفقراء إلى ما يقارب نصف السكان العرب، مقارنةً بحوالي خُمس عموم السكان في إسرائيل.
نظرًا للعدد الكبير نسبيًا من الأفراد العرب في الاسرة (4.5 أفراد في المتوسط في الأسرة العربيّة، مقارنةً بـ 3.1 في الأسرة اليهوديّة)، فإن معدلات الفقر بين الأفراد والأطفال هي أعلى من النسبة العامة. في عام 2018، بلغت نسبة الأفراد الفقراء في المجتمع العربي 47٪، ونسبة الأطفال العرب الفقراء 58٪، هذا يعني أن أكثر من نصف الأطفال العرب في إسرائيل يعيشون ضمن أسرٍ فقيرةٍ (الجدول 1). كما لوحظ في المجتمع اليهودي استقرار نسبي بل وانخفاض معين في معدل الفقر خلال هذه الفترة (الشكل 1)، لذا فإن الفجوة الكبيرة بين معدلات الفقر للمجموعتين بقيت كما كانت عليه.