برنامج مساعدة اقتصادية للأسر في المجتمع العربي في إسرائيل المتضررة من تداعيات أزمة كورونا
المقدمة
تهدف هذه الوثيقة إلى تقديم اقتراح شامل لبرنامج مساعدة للعائلات في المجتمع العربي التي تضررت بفعل تداعيات أزمة انتشار وباء كورونا. من المتوقع أن يسهم البرنامج في تمكين الأسر العربية من اكتساب مهارات وعادات الإدارة المالية السليمة، مما يعزز قدرتهم على اتخاذ قرارات اقتصادية أفضل. يعتبر التثقيف المالي أداة فعّالة لتبني سلوكيات اقتصادية حكيمة وأكثر كفاءة بين أفراد المجتمع.
قيادة البرنامج
يدير البرنامج المنتدى الاقتصادي العربي، وهو مركز أبحاث مستقل وغير ربحي متخصص بالقضايا الاجتماعية والاقتصادية. يهدف المنتدى إلى إجراء أبحاث تطبيقية وسياسات اقتصادية واجتماعية لإحداث تغيير إيجابي ومستدام في الوضع الاجتماعي والاقتصادي للمجتمع العربي الفلسطيني في إسرائيل.
يتميز المنتدى باستقلاله المالي والإداري، مع عدم انتمائه لأي جهة حزبية أو دينية. يعمل تحت إشراف مجلس أمناء يضم نخبة من الأكاديميين والشخصيات العامة المعروفة محليًا ودوليًا. يتولى المجلس تحديد السياسات البحثية، واعتماد الخطط والميزانية، والإشراف على تنفيذ البرامج. يدير المنتدى الدكتور سامي ميعاري، ويشرف على عمله مدقق حسابات مستقل تم اختياره من قِبل مجلس الأمناء.
رؤية المنتدى تتجسد في تطوير وتوسيع الاقتصاد في المجتمع العربي بجميع جوانبه، بما يتماشى مع هدف المنتدى في تعزيز ونشر الثقافة المالية بين الأفراد والمؤسسات في المجتمع.
خلفية
تسببت أزمة وباء كورونا في اضطراب اقتصادي كبير على مستوى الاقتصاد الإسرائيلي، وكان التأثير واضحًا على نحو خاص على العائلات والأفراد. فقد واجه أصحاب الأعمال، وأصحاب المهن الحرة، والموظفون تحديات غير متوقعة، واضطروا إلى التعامل مع أزمة اقتصادية حادة دون استعداد مسبق، بعد اتخاذ الحكومة قرارات بتقليص النشاط الاقتصادي للحد من انتشار فيروس كورونا. ونتيجة لذلك، وجدت العديد من العائلات نفسها في وضع اقتصادي صعب، حيث عانت انخفاض كبير في الدخل، في حين بقيت النفقات على حالها أو حتى ارتفعت في بعض الحالات.
لذلك، أصبح من الضروري تعزيز التثقيف المالي كوسيلة فعّالة للتعامل مع هذه التحديات. تواجه العائلات العربية تحديات مضاعفة بسبب الطبيعة الخاصة لسوق العمل المحلي، وخصائص التوظيف لدى الرجال والنساء. التثقيف المالي يمكن أن يكون أداة فعّالة لتحسين جودة حياة الأسر العربية، عبر تعزيز الوعي بأهمية الإدارة المالية الذكية، مثل المقارنة بين الأسعار، تقليل الاستهلاك غير الضروري، وتجنب النزعة الاستهلاكية المفرطة.
أهمية التثقيف المالي
التثقيف المالي هو عملية تهدف إلى زيادة فهم الأفراد للأسواق المالية والخدمات المتاحة، مما يمكنهم من اتخاذ قرارات مالية مستنيرة. يسهم التثقيف المالي في:
- تعزيز الثقة بالنفس في اتخاذ قرارات اقتصادية.
- إدراك أهمية المساعدة المهنية ومعرفة كيفية الحصول عليها.
- تمكين الأفراد من التعامل بحكمة مع الأسواق المالية وتحمل المسؤولية الكاملة عن إدارة شؤونهم المالية.
التثقيف المالي مناسب لجميع الفئات العمرية، حيث يتم تصميم البرامج بما يتلاءم مع دورة الحياة لكل فرد. يمكن للأطفال تعلم الأساسيات التي تؤسس لسلوك مالي حكيم، بينما يتعلم البالغون المهارات اللازمة لإدارة قراراتهم المالية بما ينعكس إيجابيًا على جودة حياتهم وحياة أسرهم.
الأهداف
- تعزيز التثقيف المالي بين أفراد المجتمع العربي.
- تمكين العائلات من اتخاذ قرارات اقتصادية مستنيرة.
- نشر قيم الاستهلاك الحكيم والتوفير.
- تعزيز الوعي بالفرص والمخاطر الاقتصادية.
- تحسين جودة حياة الأسر عبر أدوات الإدارة المالية الذكية.
إن تعزيز قيم الثقافة المالية في المجتمع العربي من شأنه أن يساهم في تحسين المهارات والعادات المالية لدى الأفراد، مما يدعم قدرتهم على مواجهة التحديات الاقتصادية الراهنة والمستقبلية. التثقيف المالي ليس مجرد وسيلة آنية للتعامل مع الأزمة، بل هو استثمار طويل الأجل لتحسين مستوى المعيشة وتعزيز الرفاه الاقتصادي.